حقل الأقوال والمرويات



أ أ

تعريف الأقوال والمرويات

الأقوال:

جمع قول، وهو: الكَلامُ، أو كُلُّ لَفْظٍ مَذَلَ به اللِسانُ، تامًّا أو ناقِصًا.(1)

قال الكفوي (ت:1094هـ): «وقد يطلق القولُ على الآراء والاعتقادات، فيقال: هذا قول أبي حنيفة، وقول الشافعي؛ يراد بذلك رأيهما وما ذهبا إليه»(2).

وهذا الأخير هو المراد هنا في هذا الحقل، فالمراد في أقوال المفسرين:

(رأي المفسر وما ذهب إليه في معنى الآية)

والمرويات:

جمع مرويٍّ، أو رواية: والرواية مصدر روى يروي، وأصله رويتُ من الماء رِيًّا، والرواة الذين يأتون بالماء، ثم شُبِّه به الذي يأتي القومَ بعلمٍ أو خبر فيرويه، كأنه أتاهم برِيِّهم من ذلك(3) .

والرواية في الاصطلاح:

تطلق ويراد بها معانٍ مختلفة بحسب الفنون:

فأما الرواية عند القُرَّاء:

فهي: ما ينسب إلى الآخِذِ عن إمام القراءة(4) ، أي: كل ما نُسب إلى الراوي عن إمام من الأئمة ولو بواسطة؛ فهو رواية، مثل: رواية قالون عن نافع، ورواية ورش عن نافع، ورواية حفص عن عاصم، ورواية خلف عن حمزة(5) .

وأما الرواية عند المحدثين:

فقال المناوي (ت: 1031هـ): «رواية الأحاديث: حملها، مستعار من قولهم: (البعير يروي الماء) أي: يحمله، وحديث مروي؛ محمول، وهم رواة الأحاديث؛ كما يقال: رواة الماء»(6) .

وعلم الرواية عند المحدثين: ‌علم يشتمل على نقل أقوال النبي ﷺ وأفعاله، وروايتها، وضبطها، وتحرير ألفاظها(7) .

وأما الرواية عند الفقهاء:

فهي ما ينقل من المسألة الفرعية عن الفقهاء، سواء كان عن السلف، أو عن الخلف(8) .

أو هي: ما ينقل نصًا أو إيماءً، عن إمام المذهب(9) .

وأقرب المعاني للمرويات المرادة في هذا الحقل؛ مصطلح علماء الفقه.

إلا أن المرويات في الاصطلاح عند المفسرين بحسب ما جرى عليه العمل في الرسائل الجامعية تشمل أمرين:

  1. ما نقله العالم عن غيره من رواياتٍ في التفسير.
  2. ما نُقل عن العالم نفسِه من أقوالٍ في التفسير.

فهي إذن تشمل قولَ العالم ومنقولَه في التفسير، وإن كان الأدق أن تكون في المنقول لا في القول.

وعلى هذا يمكن تعريف المرويات في التفسير بأنها: (ما نقله العالم أو نُقل عنه، في بيان الآية).

فأما الأول: فمثل: رسالة (مرويات الإمام ابن راهويه في التفسير جمعًا ودراسة وتخريجًا)(10) ، ورسالة (مرويات ابن مردويه في التفسير من أول سورة الإسراء إلى نهاية سورة فاطر جمعًا ودراسة)(11) .

وأما الثاني: فمثل: رسالة (مرويات الحسن البصري في تفسير القرآن الكريم من أول سورة الإسراء إلى آخر سورة الناس جمعًا ودراسة وتحقيقًا)(12) ، و(مرويات الشعبي وأقواله في التفسير جمعًا ودراسةً)(13) .


(1) القاموس المحيط: (1051)، تاج العروس: (30 / 292).

(2) الكليات: (711).

(3) مقاييس اللغة: (407 - 408).

(4) معجم علوم القرآن: (160).

(5) انظر: الإتقان في علوم القرآن: (2/ 488)، والمعجم التجويدي: (166).

(6) التوقيف على مهمات التعاريف: (182).

(7) تدريب الراوي: (١ / ٢٥)، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: (٧٥).

(8) التعريفات الفقهية: (106).

(9) صفة الفتوى والمفتي والمستفتي: (114).

(10) في الجامعة الإسلامية، لياسين بن حافظ بن قاري الله أمين قوماي

(11) في الجامعة الإسلامية، لعبد المجيد الشيخ عبد الباري

(12) في الجامعة الإسلامية، لشير علي شاه.

(13) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لفريد بن يعقوب مبارك المفتاح.