حقل التحقيق



أ أ

تمهيد

تهدف الدراسات في هذا الحقل إلى إخراج كتب العلماء السابقين كما أرادها مؤلفوها، بحيث يمكن الاطلاع عليها، والاستفادة منها مطبوعة بوسائل الطباعة الحديثة.

والغاية من التحقيق: تقديم المخطوط صحيحًا كما وضعه مؤلفه، دون شرحه(1).

ويظن كثير من الباحثين بأن هذا الحقل من الحقول اليسيرة، التي يمكن لأي باحث أن يلجها، وقد نبَّه الكُتَّاب في هذا الحقل إلى خطورته:

قال عبد السلام هارون (ت:1408هـ): «والذي أريد أن أقوله: أن تحقيق النصوص محتاج إلى مصابرة وإلى يقظة علمية، وسخاء في الجهد، الذي لا يُضن على الكلمة الواحدة بيوم واحد، أو أيام معدودات»(2).

وقال الدكتور رمضان عبد التواب (ت:1422هـ): «ولقد ظنَّ أدعياءُ العلم، أن تحقيق النصوص ونشرها؛ عمل هين سهل، وكان لكثرة الدخلاء على هذا الفن؛ أثر في حكمهم هذا، وما درى هؤلاء أن المحقق الأمين، قد يقضي ليلةً كاملةً في تصحيح كلمة، أو إقامة عبارة، أو تخريج بيت من الشعر، أو البحث عن عَلَمٍ من الأعلام، في كتب التراجم والطبقات»(3).

وقد نبهوا أيضًا إلى أنه ينبغي للمتصدي للتحقيق أن يتمكن من عدد من العلوم والمعارف المساعدة على التحقيق: كنشأة التدوين، وعلم الخطوط، وعلم المصادر، واصطلاحات الناسخين، ومصطلح الحديث، وغيرها(4).


(1) ينظر: مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: (5).

(2) تحقيق النصوص ونشرها: (64)

(3) مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: (4).

(4) انظر: قواعد تحقيق المخطوطات لصلاح الدين المنجد: (11).