تعريف الدراسات التطبيقية

التطبيق في اللغة:

مأخوذ من (طبق) وهو يدل على: وضع شيء مبسوط على مثله حتى يغطيه، ويقال: طبَّقَ الحقَّ: إذا أصابه، ومعناه: وافقه حتى صار ما أراده موافقًا للحق مطابقًا له⁽¹⁾، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ [الملك]، وقوله:﴿أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾[نوح]، والمعنى: طبقًا فوق طبق، بعضها فوق بعض⁽²⁾، وقوله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ﴾[الانشقاق]، والمعنى: لتركبن حالًا بعد حال، وأمرًا بعد أمر من الشدائد⁽³⁾.

(وطبق الراكع كفيه) جعلهما بين فخذيه، ومنه: (نهي عن التطبيق)⁽⁴⁾، و(تطبيق الراكع) لما فيه من جمع الكفين، و(طابق الفرس في جريه) إذا وضع رجليه موضع يديه⁽⁵⁾.

قال الكفوي (ت:1094هـ): «التطبيق: تطبيق الشيء على الشيء: جعله مطابقًا له، بحيث يصدق هو عليه»⁽⁶⁾.

في الاصطلاح:

لم أجد من عرَّف الدراسات التطبيقية المقصودة في هذا الحقل، ويمكن الاستفادة من تعريفات الدراسات التطبيقية في العلوم الأخرى في صياغة تعريف خاص للدراسات في هذا الحقل.

وقد وردت عدة تعريفات لدى تخصصات أخرى؛ منها أنه: «إخضاع المسائل والقضايا لقاعدة علميَّة أو قانونية أو نحويّة»⁽⁷⁾، وعُرِّفت العلوم التَّطبيقيَّة بأنها: «دراسة غرضها تطبيق قوانين نظريّة على وقائع، لتحقيق غايات عمليّة»⁽⁸⁾.

ويمكن بعد ذلك تعريف التطبيق المقصود هنا بأنه: «إخضاع مسائل العلم لأصوله وقواعده». ويكون غرض الدراسة: تتبع مفردات المسائل وأمثلتها، وتنزيلها على أصول العلم، ومعرفة صحة اندراجها فيها.

وعليه فالدراسات التطبيقية هي:

«دراسة تهدف إلى تنزيل النظريات العلمية، على مفردات العلم، وأمثلته الجزئية».