حقل الشبهات ودفع الطعون



أ أ

أهمية البحث في هذا الحقل

1-أنه داخل في النصيحة لكتاب الله تعالى، وقد قال النبي (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)(1)، قال النووي (ت:676هـ) في شرح هذا الحديث: «ومختصر ما يحتاج إليه هنا أن العلماء قالوا: نصيحة كتاب الله تعالى هي: الايمانُ بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر الخلقُ على مثل سورة منه، وتلاوتُه حق تلاوته وتحسينُها وتدبرُها والخشوعُ عندها وإقامةُ حروفه في التلاوة، والذبُّ عنه لتأويل المحرِّفين وتعرض الملحدين»(2).

2- أنه عمل السلف حيث ردوا عن كتاب الله تعالى التحريف والتأويل الباطل، قال الإمام أحمد بن حنبل (ت:241هـ): «الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمانِ فترةٍ من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى...ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتنة المضلين»(3).

3- صيانة كتاب الله تعالى من الدعاوى والشبهات الباطلة، وحماية الجهال من تصديقها، والاغترار بها.


(1) رواه مسلم في الإيمان: باب بيان أن الدين النصيحة: (1/ 44) رقم (55) عن تميم الداري I.

(2) المجموع: (2/196)، وانظر: شرح مسلم: (131)، وفتح الباري: (1/ 248).

(3) الرد على الزنادقة والجهمية: (170 _ 174).