أ أ
حقل جهود المفسرين
تعريف جهود المفسرين
الجهود في اللغة:
جمع جهد، وأصل الجهد: المشقة، ثم يحمل عليه ما يقاربه، والجهد: الطاقة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة](1) أي: إلا طاقتهم(2)، وورد بالفتح في آيات من القرآن، كما قال تعالى: ﴿أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ [المائدة: 53، الأنعام: 109، النحل: 38، النور: 53، فاطر: 42].
وقد ذكر علماء اللغة أن الجُهد والجَهد بمعنى واحد، وفرَّق بعض العلماء بينهما، فجعلوا الضم في المال والقوت، والفتح في الجسم، قال الطبري (ت:310هـ): «وأما (الجهد)، فإن للعرب فيه لغتين، يقال: (أعطاني من جُهْده) -بضم الجيم- وذلك -فيما ذكر- لغة أهل الحجاز، و (من جَهْدِه) بفتح الجيم، وذلك لغة نجد... وأما أهل العلم بكلام العرب من رواة الشعر وأهل العربية، فإنهم يزعمون أنها مفتوحة ومضمومة بمعنى واحد، وإنما اختلاف ذلك؛ لاختلاف اللغة فيه، كما اختلفت لغاتهم في (الوَجْد)، (والوُجْد)، بالضم والفتح»(3).
وقال ابن عطية (ت:542هـ): «وقيل: هما بمعنى واحد، قاله أبو عبيدة، وقيل: هما لمعنيين: الضم في المال، والفتح في تعب الجسم، ونحوه عن الشعبي»(4). وقال الخليل (ت:170هـ): «والجَهْدُ: بلوغُكَ غايةَ الأمرِ الّذي لا تألو عن الجهد فيه، تقول: جَهَدْتُ جَهْدي، واجتهدتُ رأيي ونفسي حتّى بلغتُ مجهودي»(5).
الجهود في الاصطلاح:
لم أجد من عرَّف الجهود في الاصطلاح، إلا أن الباحثين في الدراسات القرآنية قد استعملوا كلمة (الجهود) في عناوين رسائلهم العلمية لمعنى محدد، حتى أصبحت مصطلحًا عرفيًا يراد به:
(بيانُ ما بذله العالمُ في: تفسيرِ القرآن، وبيانِ علومه وأصوله).
فهو إظهار لنتاج الطاقة التي بذلها العالمُ في تفسير كلام الله تعالى، وبيان علومه وأصوله.